" قصة أم مثالية "

بقلم : مصطفي الباجوري **







بدأ قصتها عندما رحل زوجها وأصبحت هى المسئولة عن أولادها الخمسة وكيف ستربيهم  ، وذات يوم وهى فى شرفة منزلها رأت رجلاٌ يحمل صندوق مسح الأحذية فإستوقفته ونزلت لتسأله عن كيفية مسح الأحذية و أين تباع تلك الأدوات الخاصة بهذه المهنة .
 ومن هنا إبتدأت هذه الوظيفة فكان أول يوم لها وهى تفرش الصندوق بجانبها وماسكة الفرشاة إذا بإشخاص ينظرون لها بعطف وأخرون يضحكون ويسخرون منها وكان ردها على هؤلاء " أنا ست غلبانه وبشتغل شغلانه شريفة عشان أصرف على ولادى الخمسة بفلوس حلال " ولكنهم مازالوا يضايقونها وعادت إلى بيتها حزينة للغاية من غير أى فلوس ، لكنها كانت تقول فى سرها لازم أستحمل عشان خاطر ولادى .
ودارت الأيام حتى أصبح من ينظر لها بعطف يعاملها بإحترام  وهو أول من يلمع عندها حذائه وتقبل الأشخاص وجود سيدة تعمل بمسح الأحذية .
 هى السيدة الحاصلة على دبلوم تجارة تواصل تعليمها فى كلية خدمة إجتماعية جامعة حلوان وتسعى لمواصلة تعليمها لكى تحصل على الدكتوراة .
 اما أولادها " أبنتها الكبيرة تخرجت من كلية التمريض وإبنها تخرج من كلية الهندسة وآخر بيدرس فى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية وآخر بيدرس فى كلية السياحة والفنادق وآخر مازال فى الثانوية العامة "
تحدث عنها الشاعر الفلسطينى محمود درويش قائلاٌ " الجميلات هُنَّ المكافحاتُ (نهرٌ يفيض ولا يُنتقص) " .
 نعم أنتى أم مثالية تحديتى ظروف مجتمعنا الجاهل وتقبلتى أن تعملى بمهنة الرجال ، فإنتى كما يقولون فى الأمثلة الشعبية بمليون راجل .

ليست هناك تعليقات