القوات المسلحة تكافح الإدمان بمنظومة متكاملة .. تلاحق المهربين وتعالج المدمنين



بقلم : الاء طه **




يمثل الاهتمام بصحة المواطن المصري وتوفير الخدمات العلاجية والوقائية لجميع المصريين من أهم الأهداف الإستراتيجية لتطوير قطاع الصحة في مصر، فالتأمين الطبي يعد ركيزة أساسية لتكوين مجتمع متقدم ، من هنا جاء اهتمام القوات المسلحة بتطوير مستوي الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة لأبناء الشعب المصري من العسكريين وأسرهم والمدنيين علي حد سواء .
#الخدمات الطبية في القوات المسلحة:
 وشهدت الخدمات الطبية في القوات المسلحة طفرة هالة من حيث أعداد المستشفيات والمراكز الطبية التخصصية والتي بلغ عددها أكثر من 120 مجمع ومستشفي ومركز طبي وعيادة خارجية تم تزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية والكوادر الطبية المؤهلة لمعاونة القطاع الطبي للدولة في تنفيذ خطط وبرامج الرعاية الصحية والعلاجية المقدمة لأبناء الشعب المصري.
وحظيت المجمعات الطبية والمراكز التخصصية باهتمام بالغ من القيادة العامة للقوات المسلحة وامتد التطوير ليشمل كافة أقسامها من عيادات خارجية وأقسام تخصصية ومعامل وغرف للعمليات مجهزة علي أعلي مستوي وكذلك أقسام الرعاية المركزة لتقديم الرعاية الطبية للحالات الدقيقة والحرجة وبما يحقق أفضل درجات الأمان للمريض وفقا لمعايير الجودة العالمية
#دعم القوات المسلحة للقطاع الطبي في الدولة:
وامتدت جهود القوات المسلحة ممثلة في الهيئة الهندسية بدعم القطاع الطبي بالدولة بالانتهاء من إنشاء وتطوير 1866 مستشفى ومركز طبي ووحدة صحية علي مستوي الجمهورية ، ويجري حاليا إنشاء وتطوير 19 مستشفى مركز طبي بمختلف المحافظات .
#علاج شباب التجنيد من فيروس "سي":
 وقد أخذت القوات المسلحة على عاتقها المشاركة في دعم البرنامج القومي لمكافحة الفيروسات من خلال علاج شباب التجنيد والشباب المتقدمين للتطوع أو الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية ممن يكتشف إصابتهم بفيروس سي ، خلال مراحل الانتقاء والكشف الطبي بحيث يتم الاكتشاف المبكر للمرض في مراحله الأولية مما يساهم في سرعة الشفاء ويقلل من تأثيره علي الصحة العامة للشباب الذين يمثلون الركيزة الأساسية لبناء مصر المستقبل ، حيث تم إنشاء 7 مراكز تخصصية لعلاج فيروس سي علي مستوي الجمهورية ساهمت في علاج أكثر من 21 ألف مواطن و1700 من شباب التجنيد من فيروس سي .
#المركز الوطني لعلاج الإدمان بالقوات المسلحة:
 ويعد المركز الوطني لعلاج الإدمان بمستشفى القوات المسلحة بالإسماعيلية احد احدث واكبر الصروح الطبية المتخصصة التي تم إنشائها لعلاج الإدمان في مصر ، وقد تم توقيع بروتوكول تعاون بين القوات المسلحة والصندوق القومي لمكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء كممول للتكلفة المالية لعلاج الحالات المرضية بنظام التأمين الصحي ، ويتكون المركز من خمسة أقسام رئيسية وتبلغ الطاقة الاستيعابية 108 سرير بواقع 36 سرير لكل دورة علاج وقسم لثلاث أقسام الأول خاص بعمليات سحب العينات، قسم التأهيل، وقسم التأهيل المتقدم ، ويوجد أيضا وحدة رعاية نهارية ومجموعة من العيادات الخارجية ونجح المركز في علاج 751 حالة منذ الافتتاح التجريبي له حتى الآن ، تم حجز 285 حالة منهم والباقي من خلال العيادات الخارجية وقد مثلت جميع الحالات للشفاء الكامل من آثار الإدمان .
وأشار إلى وجود برنامج علاجي وتأهيلي متكامل طبقا لجميع الحالات، حيث تستقبل العيادات الخارجية يوميا 300 مريض يتم علاجهم دون إقامة في المركز ولكن من خلال الإشراف الخارجي بناء على جدول زمني محدد ومعين ، أما الحالات التي يتم علاجها من خلال الإقامة بالمركز فتبدأ مع وصوله للمركز يتم سحب المخدر وذلك خلال الأسبوع الأول من الإقامة، ثم يتم تأهيله الأولى في 4 أسابيع، وبعد ذلك يتم التأهيل المتوسط في فترة زمنية 8 أسابيع، كما يتم بعد ذلك إجراء المتابعة الدورية لحين الخروج من المركز، وبعد ذلك تجرى متابعة دورية مستمرة لحين الشفاء الكامل ، كما يضم المركز وحدة تضم العديد من الأنشطة المختلفة والأجهزة الرياضية وتنظيم الرحلات الخارجية لاستعادة البناء فكري والجسماني المريض.
 وفيما يتعلق بتدريب الأطقم الطبية والتمريض والمشرفين المتعاملين مع المرضي أوضحوا أنه يتم تخصيص يوم من كل أسبوع لإجراء محاضرات وتدريبات عملية لمجموعة عمل المركز وتعريفهم على خطوات التعامل مع المريض كيفية مساعدتهم ، وتوعية أسرهم بكل ما يتعلق بالإدمان من خلال جدول معد مسبقا .
 وأكدوا أن تجربة العلاج أعادت لهم القدرة علي الحياة مرة أخرى والاندماج داخل المجتمع بفضل البرنامج العلاجي الذي تلقوه داخل المركز، وأنهم بالإرادة الحقيقية استبدلوا يأس المخدرات واستطاعوا مواجهة هذا التحدي ، مشددين علي أهمية التماسك الأسري والمتابعة لأبنائهم ومراقبة سلوكياتهم لحمايتهم من تأثير أصدقاء السوء
#جهود القوات المسلحة والداخلية في مواجهة تجار المواد المخدرة:
 ونظرا لما تمثله العقاقير والمواد المخدرة من آثار مدمرة علي الشباب الذين يمثلون القوة والعماد الحقيقي لبناء المجتمع والانطلاق به نحو آفاق المستقبل فقد بذلت القوات المسلحة والأجهزة المعنية بوزارة الداخلية جهود مضنية لملاحقة واستهداف المهربين وتجار المواد المخدرة ، حيث تشير الإحصاءات الرسمية لعام 2016 إلي نجاح قوات حرس الحدود في ضبط 118 طن من مخدر البانجو الجاف ، و17 طن من جوهر الحشيش المخدر ، و32 مليون قرص من العقاقير المخدرة و413 كجم من مواد الهيروين والكوكايين والأفيون المخدرة ، وحرق وتدمير 175 فدان من الزراعات المخدرة بالبانجو والخشخاش ، والتي بلغت قيمتها التقديرية بما يوازى مبلغ 1,8 مليار جنية مصري .
كما أسفرت جهود وزارة الداخلية ممثله في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومناطقها وفروعها ، ومن خلال الحملات الأمنية المكثفة لضبط متاجري ومتعاطي المواد المخدرة خلال عام 2016م عن ضبط 57506 قضية " اتجار وتعاطي في المواد المخدرة " بلغ عدد المتهمين فيها 72741 متهماً ، وضبط خلالها كميات من نبات البانجو المخدر وزنت 78176 كيلو جرام ، كميات من جوهر الحشيش المخدر وزنت 23102 كيلو جرام ، وكمية من مخدر الأفيون وزنت 66 كيلو جرام ، وكمية من مخدر الهيروين وزنت 709 كيلو جرام ، وكمية من مخدر الكوكايين وزنت 26 كيلو جرام ، وكمية من مخدر الآيس وزنت 507 جرام ، وكمية من مخدر الفودو وزنت 15 كيلو جرام ، وعدد 705 طابع مخدر ، وضبط 245,267,718 قرص مخدر مختلف الأنواع ، فضلا عن إبادة 114 فدان و11 قيراط و 17 سهم من الزراعات المخدرة ، وكمية من بذور النباتات المخدرة وزنت قرابة 434 كيلو جرام بزيادة قدرها 7% في مجال ضبط قضايا المخدرات مقارنة بعام 2015 .

ليست هناك تعليقات