" مجتمع اللاوسط "
بقلم : خالد الحديدي **
هذا العنوان يحمل في طياته العديد من التساؤلات الجاده حول توزيع الدخول في مصر.
فهل يتسم توزيع الدخل في مصر بعدم المساواة او العدالة ؟
هل تلاشت الطبقة الوسطي داخل مصر ؟
فيعد مجتمعنا بلا طبقة وسطي أي أصبح المجتمع إما أصحاب روؤس الأموال "الطبقة العليا" أو الطبقة التي تنحصر تحت خط الفقر ذو الدخول المنخفضة "الطبقة الدنيا" لدرجة تصل إلي عدم الإشباع اليومي لحاجاتها.
فهناك من يصرف الألاف يوميا ولا يبالي وعلي الجانب الاخر من يعمل للحصول ع قوت يومه لإنفاقه علي اسرته البسيطة لإشباع قدر قليل من إحتياجاته الاساسيه علي عكس من ينفق لإشباع الإحتياجات الثانويه .
ففي أحد المولات قام أحد المتسوقون بسب العامل الفقير لأنه لم يعطي منديلا لطفلة مع العلم أن ذلك العامل قام بإستئذان الطفل لكي ينتظر حتي يحضره ولكن الأب لم ينتظر وقام بسب العامل الفقير .. فما هذا الذي أراه !؟ .. لماذا قام بذلك !؟ .. لماذا قام بسبه هل لانه يملك المال فيتيح له سب الغير ؟ فإذا كانت الاجابه بنعم فهذا يدل ع فشل المجتمع في التقريب بين الطبقات ولكن العامل البسيط لم يستطيع التحدث لأن الفقر يؤدي إلي الاستعباد والقهر للفرد .
فإن مشكلة الفقر ليست بهينه فإنها تؤدي إلي إضعاف الدولة و نموها وترتبط ظاهره الفقر بشكل أساسي بمدي توافر الموارد الطبيعية وكذلك بمدي سلامة السياسات الإقتصادية إلي أنه بالرغم من وجود الفقر في جميع البلدان إلي أنه يمثل ظاهرة في الأقطار التي يوجد فيها قطاع ريفي كبير والتي تشكل الزراعة فيها النشاط الرئيسي للسكان .
هل يوجد فقر بداخل مصر ؟ الإجابة "نعم "
هل يوجد مساواة بين الافراد ؟ الاجابة "لا"
فإرتفعت نسبة الفقر في مصر فأصبح يعيش حوالي ٤٠٪ من المواطنين تحت خط الفقر بل إن دخلهم اليومي لا يتعدي "دولارين" فقط ومع ارتفاع الاسعار يصبح دخلهم لا يكفي لوجبة واحده في اليوم.
فوصل خط الفقر العالمي مع أخر تحديث أقامه البنك الدولي وبعد قرار الحكومة بتحرير سعر الصرف "تعويم الجنية" أمام العملات الأجنبية وصل الدولار ل ١٨ جنيها وبحسب نسبة خط الفقر العالمي مع سعر الدولار بمصر نجد أن ٣٦.٨ جنيها يوميا أي ما يعادل ١١٠٥ جنيه شهريا للفرد يعد تحت خط الفقر العالمي أي أن الأسرة المكونة من ٣ أفراد تحتاج إلي ٣١٥٠ جنيها للعيش تحت خط الفقر وبعد تعويم الجنية نجد أن الحكومة أدخلت أكثر من ٣٠ مليون مصري تحت خط الفقر حتي وصلت الان إلي ٤٠٪ يعيشون تحت خط الفقر .
فما دور مصر والمجتمع والفرد لمواجهة تلك المشكلة للوصول إلي حاله من الإستقرار والكفاية الذاتية ؟
مجتمع بلا ماهية بلا تعريف بلا مساواة ..

التعليقات على الموضوع