" معجزة عالمية على أرض مصرية.. أم تلد طفلا خارج الرحم "

بقلم : الاء طه **






في زمن توقفت عقارب الساعة عن رصد «المعجزات»، خرجت أم مصرية بمعجزة طبية جديدة شهدها مستشفى إمبابة العام، حين أنجبت مولودا خارج الرحم في واقعة لم يسجلها العالم سوى مرة واحدة سابقًا.
#صدفة طبية:
 لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في اكتشاف الواقعة، فخلال الشهر الثامن من الحمل شعرت الأم بـ«كحة» جعلتها تذهب للطبيب، وبعد انتهاء الكشف نصحتها الطبيبة بضرورة استشارة طبيب نساء، وأثناء كشف طبيب النساء عليها وجد أنه لا يوجد ماء يحيط بالجنين.
سارع طبيب النساء بإصدار تعليمات بتجهيزها لإجراء عملية قيصرية لها، إلا الأشعة لم تظهر أن هذا الجنين خارج الرحم، ليصاب الطبيب الدكتور أحمد يوسف بذهول، عندما وجد الجنين خارج الرحم مكونا غشاؤه البروتيني، الذي يتغذى عليه ومشيمته الخاصة، والقدر كان رحيمًا لأن الجنين لم يكن ملتصقًا بالأعضاء الحيوية كالمعدة أو الكبد.
#رقم عالمي:
 الدكتور أحمد يوسف طبيب النساء بمستشفى إمبابة قال إنه للمرة الثانية عالميًا يتم ولادة طفل من خارج الرحم ويخرج بحاله طبيعية دون أي عيوب خلقية، مؤكدًا أن هناك حالات قد يحدث لها حمل داخل الرحم ولكن في الشهر الثالث بحد أقصى ينفجر أنبوب فالوب ويقوم الطبيب باستئصاله حتى لا يحدث النزيف.
وأشار الدكتور يوسف إلى أنه في هذه الحالة تقريبا قد يحدث انفجار بسيط في الأنبوبة مما أدى إلى انزلاق الطفل داخل البطن بجوار المبيض الأيمن مكونة مشيمته الخاصة وجداره البروتيني.
وبنظرات يملؤها التعجب والفخر، أضاف الدكتور يوسف أنه كان من المقرر مسبقًا أن يجري عملية قيصرية لأن الماء المحاط بالجنين لم يكن موجودا ولكن المفاجأة أنه أثناء العملية وجد أن الجنين بجوار الرحم مكونا غشائه البروتيني ومشيمته التي يتغذى عليها.
#ندم الطبيب:
 وعن أبرز ما ندم عليه «الدكتور يوسف»، قال: «ندمت على عدم قدرتي تصوير هذه العملية بالفيديو لتكون مرجعا لكل طلاب الطب»، مؤكدًا أن الأم بحالة جيدة الآن، وتم وضعها تحت الرقابة لمده 5 أيام كاملة حتى يطمئن على صحتها.
ورجح طبيب النساء أن هذه الحالة حدثت نتيجة استخدام الأم لوسائل الحمل بطريقة غير منتظمة وبشكل غير صحيح، وهذا كان أول ما أوصى به الأم في حال رغبتها للإنجاب مرة أخرى.
#طفل ناقص شهرين:
 أما الدكتور «محمد منظور - مدير مستشفى إمبابة العام» فاعتبر أن هذه العملية معجزة طبية بكل المقاييس، قائلا: «من المعتاد أن يكون الحمل 40 أسبوعا وداخل الرحم»، موضحًا أنه في هذه الحالة مكث الجنين داخل بطن أمه لمدة 225 يومًا ناقصا عن موعد ولادته الطبيعية شهرين كاملين.
وأشار الدكتور منظور إلى أن القدر كان رحيما بالأم حين تكونت المشيمة، وأن يتكون الجنين داخل تجويف البطن دون أي مشاكل.
وعن حالة الطفل، ذكرت «الدكتورة منى سعد - رئيس قسم الحضانات بمستشفى إمبابة» أن الطفل بحالة جيدة، وتم وضعه في الحضانة ليستكمل نموه، حيث أنه تم ولادته بعد 32 أسبوعًا فقط أي قبل 6 أسابيع من ولادته الطبيعية.
وأوضحت الدكتورة منى أن الجنين تم وضعه على أكسجين بسيط، وحالته ممتازة حاليًا، مضيفة: «لم يحتاج لتنفس صناعي، وسيتم التعامل معه تدريجيا حتى يصل لمرحلة الرضاعة الطبيعية».

ليست هناك تعليقات